الخميس، 13 فبراير 2025

همسات حائرة للفنون والأدب. أهازبج نيروز للمبدع الكاتب الصحفي علاء غريب

{أهازيج نيروز}

يا عَفْرَةَ الصَّبَا 
يا صَدَى أَهَازِيجِ الرَّبِيعِ
وَتَرَاتِيلَ الزُّهُورِ السَّنْدَسِيَّةِ المُتَرَنِّمَةِ  
عَلَى دَنْدَنَةِ سَوَاقِي الرُّوحِ  
العَذْبَةِ المُلْئِ بِبَرَاءَةِ عُيُونِ يُوسُفَ  
اللَّاهِثَةِ خَلْفَ فَرَاشَاتِ أَنْفَاسِهَا
تُلَاحِقُ ظِلَالَ طُهْرِ السَّمَاءِ  
يُطَارِدُهَا رِيحُ القَدَرِ المُتَخَفِّي
تَبْحَثُ عَنْ إِنَاءِ جَوْهَرِهَا البَلَّوْرِيِّ  
وَعَنْ زَغَبِ أَلْوَانِهَا المُشَتَّتَةِ 
وَأَلْفُوفَةِ حَقِيقَتِهَا المُتَطَايِرَةِ 
بَيْنَ أَلْوَانِ قَوْسِ قُزَحَ
المُتَرَامِي خَلْفَ جِبَالِ الِانْصِهَارِ  
أَمَا حَانَ لَكِ أَنْ تُوقِدِي  
شُعْلَةَ "كَاوَةِ الحَدَّادِ"
وَتَرْتَدِي عَبَاءَةَ "نَيْرُوزَ" 
المُطَرَّزَةِ بِشِعَابِ الأَرْضِ  
قَبْلَ أَنْ تَشْتَدَّ أَفْنَانُكِ النَّدِيَّةُ  
وَتَبْحَثِينَ عَنْ أَثَرِكِ المَرْسُومِ 
المُنْدَثِرِ بَيْنَ أَضْلُعِكِ  
كَيْ تُبْسِطِينَ صُرَّةَ زَادِكِ السَّبْعِ  
وَتَأْكُلِينَ مِنْ خَيْرِ عَطَايَاهَا المُبَارَكَةِ

---2
اِلْثَمِي كَأْسَكِ المُكْسَى بِزُهُورِ الطُّهْرِ  
المُتَدَفِّقِ بِنَبْعِ العَطَاءِ مِنْ مَشْرَبِهِ  
لِيُعْطِرَ دَاخِلَكِ عِطْرَ التَّمَنِّي  
وَيَصْهَلَ مُجَنَّحًا مِهْرُكِ الوَلِيدِ  
بَعْدَ أَنْ لَامَسَ وَجْهَهُ كَفُّ الشَّمْسِ  
هَمْهَمَةَ التَّمَنُّعِ بِوَجْهِ طَوْقِ الأَسْرِ 
يَرْفُسُ أَسَاوِرَ قَوَائِمِ الحَدِيدَةِ 
كَيْ يَلَامِسَ صَدْرَ الوُسَيْعَةِ المُتَرَبِّ
وَيَرْمِي عَنْ جِيدِهِ سَرْجَ الِامْتِلَاكِ
لِيُسَابِقَ خُيُولَ الرِّيحِ عَارِيًا
دُونَ لِجَامٍ 
نَحْوَ آفَاقِ نُورِ السَّرْمَدِ 
كَيْ لَا يُوَاكِبَ  
رَهْطَ الجِيَادِ الخَانِعَةِ 
العَابِرَةِ إِلَى صَحْرَاءِ رِمَالِهَا القَاتِلَةِ  
أَمَا حَانَ لَكِ
 أَنْ تُدْرِكِي جَوْهَرَ حَقِيقَتِكِ  
قَبْلَ أَنْ تَنْزَلِقَ خُطَاكِ  
إِلَى بِحَارِ الحَيَاةِ العَابِثَةِ  
وَيَأْخُذَكِ زَبَدُهَا المُتَطَفِّلُ 
نَحْوَ دَوَّامَةِ رُجُولَتِكِ السَّوْدَاءِ 
فَتَصْبَحِينَ مُتْعَبَةً مُبَلَّلَةً بِالخَطَايَا 
تَجْذِبُكِ سُيُولُ عَالَمِهِ المُتَعَفِّنِ  
إِلَى نَقِيعِهِ الأَثِمِ  

---3
يَا بِنْتَ المُزْنِ
مَا أَجْمَلَ أَنْ تَتَوَقَّفَ  
دَاخِلَكِ سَاعَةُ الزَّمَنِ  
وَتَتَدَاعَى أَعْمِدَةُ الفُصُولِ الرَّمَادِيَّةُ  
كَيْ لَا تَنْزِعَ بَرَاثِنُهَا 
أَلْوَانَ رَبِيعِكِ المَوْشُومِ بِطُهْرِ الأَرْضِ
وَيَخْرُسَ غُبَارُ  
ضَجِيجِ أَعْوَامِنَا الصَّاخِبَةِ 
وَإِيقَاعُ دَعَسَاتِهَا المُتَلَاحِقَةِ 
المُهَرْوِلَةِ المُتْعِبَةِ وَرَاءَ  
مَتَاعِ الحَيَاةِ الكَاذِبَةِ الزَّائِفَةِ 
فَمَا أَنْتِ بِإِنَاءِ هَذَا الكَوْنِ 
يَا زَهْرَةَ العُمْرِ
دُونَ هَالَةِ طُهْرِكِ
الَّذِي حَبَاكِ بِهِ اللهُ
قَطْرَةً جَوْفَاءَ  
مَعْجُونَةً مِنْ طِينٍ وَمَاءٍ

   ○علاء الغريب / كاتب صحفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق