ضوء النهار ...
ماذا إذا ضاع بيننا ذاك الإنبهار
وإذا ما لاح بليلاتنا ضوء النهار
وكيف إذا بزغت شمس قسوة
لتعبث بنا وتثير بكأسنا العكار
قد دمت أرفض كل صحوة فلا
إريد إنحرافا للفؤاد عن المسار
لا أبغي بعدا عن خيالك ولا أن
تنمو بذور هجر لتصبح أشجار
فإن أفلت النجوم وغاب القمر
وطيفك إذا ليس لي من أنصار
يطغى الشوق وتنطق به عيون
فأبدا ليس للهوى والغرام إنكار
سأظل بالوفاء عاشق ولى عهد
بالهوى ناسك هنا بليل وأسحار
أدمنت عذاب ما كان بالحسبان
فأنا الأسير لا يبغى حرية وفرار
لن أشيح بوجهي عنك يا قبلتي
ليبقى ذا الشوق سجين الأسوار
وتبقى أنت أطلال ترهق حنيني
كلوحة وخطواتي يحدها الإطار
فكم زرعت بذور محبتي وودي
بساتين لا تجود جدباء بلا ثمار
يغرد الطير لحني أبيات أنشدها
ورويتها بدمعي فأطربت السمار
فكم طوى وستر خافقي قصصا
وكم أخفى بعمقه خفايا وأسرار
كم ذاق الفؤاد آلاما ما كان يظن
أنه من بعد لحظات الشهد المرار
فإني أعطيت ما أبقيت وأسلت
الحنين والعشق مد البصر أنهار
وكان الحب فيضا ثائرا بالقلب
والروح ألوان يملأ بحرا وجرار
ما خطر على القلب هجرا وبعد
لتأتي بسيف العقاب كما إعصار
أفيق أجدني قابض بيدي على
وهم سراب فإذا بالماس أحجار
أضغاث أحلام طغت فلا عذوبة
إنما سلسبيل حبي تجرى أمرار
جزر ألحان دامت تطربني كذبا
دامت غرورا تعزف على الأوتار
لأتسائل لما قلوب غدت فيافى
وكما سراب فليس لها من عمار
بهجة هجرت ودمعة وطنت لا
وطن أهيم على وجهي بلا دار
وكيف وقد كنت للحب رسـولا
وقد كان لى دين مذهب وشعار
يرحم الله قلبي وقلب من سبق
من عشاق إنهم كانوا من الأبرار
قد صور لي العشق جنة الخلد
كان حلم ضاع فأنطفأت الأنوار
عذرا سيدتي فما كذب فؤادي
فلا قناع ولا أجيد لعب الأدوار
(فارس القلم)
بقلمي / رمضان الشافعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق