على بحر الكامل :
( مملكة )
وأفوتُ مِن ولعِ اشتِياقي دولةً
وقارةً وأربعينَ أتت ليا
وأربعينَ مضت لها في حارتي
وأدوسُ ما بقّى لها متجافيا
فأعوذُ من هلعِ ارتيابي دافعًا
آيَ التسلُّمِ ليتَ أفهمُ ما بِيا
وأعودُ من ولغِ الأماني صافيًا
وأُعيدُ ما يروِي غليلًا صاديا
فأنيرُ ما يخبو عليكَ سائلًا
هل وحدُكَ الغالي على فؤاديا ؟
هل وجدُكَ الداني قضَى حياتيا؟
هل ومضُكَ الباقي سبَى جواريا ؟
هل أنتَ عوَّادٌ إليَّ تزفُّني ؟
أم رحتَ مشتاقًا إلىَّ وغازيا ؟
أم هنتَ مُستاقًا إليَّ تقلُّنِي ؟
أم كنتَ طوَّافًا درجتَ مُباليا ؟
بل لستَ غصَّابا على مضضٍ يُرى
ملهوفةٌ كبدي وعدتَ معاديا
تبوسُ ما علا فمي تَقُودُني
وتعودُنِي وتحبُّني مُناجيا
وتكون لي وتدورُ حولي ناجيًا
وتقولُ أينَ الرحلُ عنها باكيا
وتصيرُ مملكتي لها ومعاليا
ويسيرُ منها في دمي متوازيا
أَم لِنتَ مشتاقًا إليَّ تظلنِي
من فرطِ ما يدنو ويغلو هاديا
وتظنَّ من همسِ انقيادي رافعًا
فوق المنى راياتِنا ومُراعيا
تلكَ المراعي إذ بدت بدت فيا
من رغبةٍ تقوَى على احتماليا
سبَّاقةّ قدمي إليگ تُهزُّني
كالريحِ تمضي دافئًا حواليا
ومواتيًا شمسَ النوَى وما حلت
من لهفةٍ حلَّت بها بوصاليَا
مختارةٌ يهوِي إليكَ دعائها
تعوِي عليكَ تضمُّني بدوائيا
كالنخلِ أنت لكلِّ نبتٍ تمرُها
كالنهرِ أنت لكلً بيتٍ جاريا
كالدفقِ أنت لكلِّ قلبٍ نبضُه
لكلِّ خفقٍ رحلةٌ متناهيا
فتصومُ عن خفق الوصالِ تواليًا
وتموتُ من كمدٍ على فُراقيا
وأموتُ من وجعِ الزمان راجيًا
شهادةً تُحيي وتجبر كسريا
.........................................
معروف صلاح أحمد
القاهرة ، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق