الأذان الأول
كخيوط الحرير المطرز بالذهب التى تزين ازياء الأميرات فتخطف الأبصار وتبعث على الانبهار هى ذكرياتى الأولى فى البيت الكبير لجدى الذى حفرت ملامحه فى كل جنباتى بطيبته الحازمه وثغره الباسم ومشيته الوقوره ومازلت اتذكر هولاء الرجال وبعض النسوه والكل يأتى إليه لحل المشاكل والتوفيق بين المتخاصمين واتذكر الخزينه الحديديه التى تحتوى على آلاف الشيكات الخاصه بحل تلك المشاكل ولكن الذكرى التى شكلت وجدانى وليس لها مثيل فى حياتى الحاضره هو ذلك اليوم عندما سمعت صوته ينادى بإسمى والكل يهرول ليحضرني وقتها احسست بأهميتى ومدى حب جدى فانطلقت على الفور نحو صوته وماأن رأنى إبتسم وقال تجهز سوف اخذك إلى المسجد لنصلى المغرب حينها قفز قلبى من صدرى هل سيتحقق حلمى هل سأرى المؤذن بصوته الذى يهز خلجات فؤادى كلما سمعته ماهو شكله هل اكبر من جدى ام اصغر وماطوله بالتأكيد هو اطول واقوى مايصلنى من صوته يدل على ذلك وطبعا ذو صدر عريض بارز وكتفين معتدلتين اتلهف لرؤيه مبعوث الله ليعلن ميعاد الصلاه هكذا صورلى خيالى الصغير ان الآذان يأتيه من الله وهو من يعلمه ميعاد الصلاه فيقوم ليؤذن وان الله هو الذى يوصل صوته إلينا لم اكن ادرى معنى المايك او الميكرفون هناك إكتشفت ذلك لم يستطع قلبى ان يجارى دقاته لرؤيه المؤذن ولم يقوى جسدى على تحمل ذلك الشوق لرؤيه المبعوث الإلهى للأذان ولكن الرغبه كانت اقوى والشوق حملنى هناك حملا لأرى هذا الرجل ذو العمامه الحمراء والجلباب الأبيض والعباءه الصفراء وهالات النور تدور حول جبينه وهو يشدو الله اكبر .....وقتها غبت عن الوعى من شده الوجد ولم افق إلا على صوت يقول السلام عليكم ورحمه الله وتمتمه المصلين بختم الصلاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق