ليلة النصف من شعبان
إطلالة
ل عبادي عبد الباقي
أولا :-
فضائل شهر شعبان :-
شهر شعبان من الأشهر التي جعلها الله عز وجل موسم للخير، وهو يسبق شهر رمضان المبارك، وخير مقدمة له، لأنه يهيأ النفس البشرية لشهر رمضان المبارك، وشهر شعبان من الأشهر التي يستحب فيها إكثال الصيام، والتقريب إلى الله بمختلف الطاعات.
هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل.
شهر شعبان مفاتيح الجنان، أن هذا الشهر من الأيام التي يجب أن يستغلها الناس لاستقبال والاستعداد لشهر رمضان .
قال أبي بكر البلخي: -
« شهر رجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع ».
ثانيا :-
ليلة النصف من شعبان :-
شهدت الأمر الإلهى بتحويل القبلة من المسجد الأقصى للمسجد الحرام .
و تأتى تعظيما و تشريفا لأمة الإسلام بالوسطية .
الغاية العظمى منها هى عبودية الله والتسليم له وإن اختلفت الوجهة .
#حدث تغير القبلة :-
لما هاجر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى المدينة كان بيت المقدس قبلتهم ما يقرب من عام ونصف ؛
« فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
صَلَّى نحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا...، »
و جاء الأمر الإلهي إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة على المشهور ، ونزل قول الله سبحانه وتعالى :-
" فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ". [البقرة: ١٤٤]
وكان تحويل القبلة اختبارا من الله سبحانه تبين من خلاله المؤمن الصادق المسلم لله وشرعه، والمعاند العاصي لله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛
قال تعالى : -
" وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّاِ لنَعْلَمَ َمنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ".
[البقرة: ١٤٣]
فكانت استجابة المؤمنين صدقا وهدي ونورا؛ إذ سارعوا إلى امتثال الأمر ولسان حالهم يقول :-
- « سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ».
ثالثا :-
الدروس المستفاد من تحويل القبلة :-
١- الأمر الإلهى بتحويل القبلة من المسجد الأقصى للمسجد الحرام تعظيما و تشريفا لأمة الإسلام بالوسطية .
٢- الغاية العظمى هى عبودية الله والتسليم له وإن اختلفت الوجهة .
٣- كان تحويل القبلة اختبارا من الله سبحانه وتعالى تبين من خلاله المؤمن الصادق المسلم لله وشرعه، و المعاند العاصي لله ورسوله
صلى الله عليه وسلم؛
قال تعالى:-
"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّاِ لنَعْلَمَ َمنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ".
[البقرة: ١٤٣]
٤- كانت استجابة المؤمنين صدقا وهُدي ونورًا؛
إذ سارعوا إلى امتثال الأمر ولسان حالهم يقول:-
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.
٥- زاد هذا الحدث العظيم المشركين عنادا على عنادهم،
وقالوا :-
يوشك أن يرجع محمد إلى ديننا كما رجع إلى قِبلتنا ؛
فخاب ظنهم ، وكسد سعيهم ، و باؤوا بغضب على غضب .
٦- كان حدث تحويل القبلة تربية للصحابة وللأمة ، و تشكيلا للشخصية المسلمة المتميزة ، التي لا ترضى إلا بالإسلام ديناً ومنهجا كاملا للحياة .
٧- يظهر هذا الأمر تكاتف المسلمين و اتحادهم وأنهم بمثابة الجسد الواحد في التسليم لوحي الله سبحانه وشرعه ، وفي حرص بعضهم على بعض ، حينما خاف بعضهم على إخوانهم الذين ماتوا ولم يدركوا الصلاة تجاه البيت الحرام.
وخافوا من حبوط أعمالهم، وقالوا:- يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى
"وما كان الله ليضيع إيمانكم "
(البقرة: ١٤٣)
رابعا :-
فضائل ليلة النصف من شعبان :-
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : -
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :-
" إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ "
(فيغفر لأكثر من عدد شعر
غنم كلب )
أي قبيلة بني كلب ، وخصهم لأنهم أكثر غنما من سائر العرب .
خامسا :-
دعاء ليلة النصف من شعبان
اللهم في ليلة النصف من شعبان أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
اللهم إني أسألُك العفو والعافية في دِيني ودنياي وأهلي ومالي .
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي و احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي و أعوذ بك أن أغتال من تحتي .
اللهم أمين يارب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق