أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 فبراير 2025

همسات حائرة للفنون والادب. إصلاح ذات البين للمبدع عبادي عبد الباقي

إصلاح ذات البين 
إطلالة 
ل عبادي عبد الباقي 
هرور إلى إصلاح ذات البين قبل أن ترفع الأعمال.
إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، فتعرضوا لها ، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا.
شهر شعبان يتشعب فيه خصال الخيرات .
شهر شعبان هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله .
أخي الحبيب الغالي 
أود أن أعبر لكم عن ندمي وأسفي الشديد لتصرفي الغير مناسب في . أنا أتفهم تماما أهمية السلوك اللائق وأدرك الأثر السلبي الذي أحدثته. أرغب في أن تعلم أنني سأعمل جاهدا على تصحيح هذا الخطأ وتعويض أي ضرر قد أكون قد تسببت به أنا ملتزم بتحسين سلوكي وضمان أن مثل هذه الأمور لن تتكرر في المستقبل .
أولا :-
إصلاح دات البين  :-
هو الإصلاح بين الناس ، وليس ذلك مخصوصا بالأرحام ، و لكنه عام ،
وإن كان بين الأرحام من الأهمية بمكان .
 جاء في شرح سنن أبي داود لابن رسلان :-
 إصلاح ‌أحوال ‌البين يعني : -
ما بينكم من الأحوال؛ حتى تكون أحوالكم أحوال صحبة، و أُلفة، و اتفاق .
قال لي شيخي ياولدى :-
حرمت الشريعة الهمز واللمز والسخرية، والغيبة والنميمة، والقذف والبهتان، والشتم والسباب، والكذب والمراء ، والفجور والجدال ، وغير ذلك من الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تسبب الضغائن والخصومات، و تؤجج نيران الأحقاد و العداوات.
ومع كل هذه الاحترازات الشرعية التي يربي الإسلام أهله عليها فإن الإنسان وهو يعيش صخب الحياة ومشكلاتها لا بد أن يعتريه غضب و سهو وغفلة فيعتدي على أخيه بقول أو فعل في حال ضعف منه عن كبح جماح نفسه ، وتسكين سورة غضبه، وحتى لا يتسبب هذا الخطأ منه في الخصومة والقطيعة التي يغذيها الشيطان، و ينفخ في نارها ؛ رتب الإسلام أجورا عظيمة على الحلم و كظم الغيظ والعفو عن الناس ، ووعد الله سبحانه وتعالى الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس جنةً عرضها السموات والأرض ، وأُمر المعتدي برفع ظلمه، والرجوع عن خطئه، والاعتذار لمن وقع عليه اعتداؤه .
ثانيا :-
الشريعة الإسلامية دعوة سلام :-
ما من سبيل يزيد من لحمة المؤمنين ، ويؤدي إلى ترابطهم و تآلفهم إلا جاءت به الشريعة وجوبا أو ندبا، وما من طريق تؤدي إلى التفرق والاختلاف، و الضغينة و  الشحناء، والقطيعة والبغضاء إلا حرمتها الشريعة ، و أوصدت طرقها ، وسدت سبلها ؛ ولذلك أمرت الشريعة بالبر والصلة، وحرمت العقوق والقطيعة .
وأمرت بإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والحب في الله تعالى ، والزيارة فيه ، وإجابة الدعوة ، و تشميت العاطس ، وعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وحفظ حقوق الأهل و القرابة والجيران ، وجعلت للمسلم على أخيه المسلم حقوقا يحفظها له، فيؤجر عليها ، و أرشدت إلى كثير من الآداب والأخلاق التي من شأنها أن تقوي الروابط ، و تديم الألفة ، وتزيد في المودة والمحبة بين الناس .
قال لي شيخي ياولدى :- 
دائماً آيات القرآن الكريم تذكرنا بأن 
من هداية الله تعالى للمؤمنين ، ورحمته بهم ، أن وحد كلمتهم بالإسلام ، وجمع قلوبهم بالإيمان ، فلم به شعثهم ، و أزال ضغائنهم ، و شفى صدورهم ، فكانوا إخوة في دين الله تعالى متحابين متجالسين متباذلين ، كالبنيان يشد بعضه بعضا .
قال عز وجل :-
 "وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " 
(آل عمران:١٠٣) 
قال الله  سبحانه وتعالى :-
 " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال:٦٣) .
ثالثا :-
أجر إصلاح ذات البين :-
شرع الإسلام إصلاح ذات البين ، وأمر الله تعالى به ، و أباح للمصلحين ما حرم على غيرهم ، ورتب أعظم الأجور على هذه المهمة العظيمة .
والأمر بإصلاح ذات البين جاء في قول الله تعالى :-
 "فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ "
(الأنفال: ١) 
قال عز وجل :-
 "إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ " 
(الحجرات: ١٠) 
قال الله سبحانه وتعالى:-
 "فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ " 
(النساء: ١٢٨).
والاشتغال بالصلح بين المتخاصمين أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات ؛ لما في الإصلاح بين الناس من النفع المتعدي الذي يكون سببا في وصل أرحام قطعت ، وزيارة إخوان هجروا، ونظافة القلوب مما علق بها من أدران الحقد والكراهية ، وذلك يؤدي إلى متانة المجتمع وقوته بتآلف أفراده و تماسكهم ، 
روى أبو الدرداء رضي الله عنه 
فقال: -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - 
« " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ " 
قالوا :-
 بلى، 
قال :- 
"إصلاح ذات البين ، وفساد ذات البين الحالقة " ». 
(رواه أبو داود وصححه ابن حبان).
والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات بقول النبي صلى الله عليه وسلم :-
 " كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة "
 رواه الشيخان.
 قال النووي رحمه الله تعالى :- 
« ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل »
رابعا :-
واجب الناس نحو من سعى بإصلاح ذات البين :-
من سعى بإصلاح ذات البين فإنه يجب على الناس تأييده وتشجيعه بالقول والفعل ، و معونته بما يحتاج من الجاه والمال ؛ فإن إصلاح ذات البين يعود على الجميع بالخير والمحبة والألفة ، كما أن فساد ذات البين يضر المجتمع عامة بما يسود فيه من الأحقاد و الضغائن والجرائم والانتقام .
ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه ، و ليعنه عليه ، وليكن خير الخصمين ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .
قال الله تعالى:-
" رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ
 رَحِيمٌ " 
(الحشر:١٠).
خامسا :-
فضل العفو والصفح والتسامح :-
فمن عفا وأصلح فجزاه الله خيرا، العفو طيب ، إذا عفو جزاهم الله خيرا، الله يقول: -
"وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ
 لِلتَّقْوَى "
 [البقرة:٢٣٧]، 
قال الله سبحانه وتعالى:-
" فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى
 اللَّهِ "
 [الشورى: ٤٠]،
 يقول النبي صلى الله عليه 
وسلم : -
"ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا "
فإن الأفضل لمن وقع عليه الظلم والأذى والإهانة من الناس أن يعفو و يصفح ، لينال أجر المتقين الصابرين العافين عن الناس، ويفوز بمعية الله وعونه، كما قال تعالى:-
" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
 {آل عمران:١٣٣}
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

همسات حائرة للفنون والأدب. الزمن لو جار للمبدع خضر اللحام

الزمن لو جار🌺🌸 الزمن  يا صاحبي لو جار🌺 وماضل عندك خبز تتغدى🌸 خليك  متل  الجبل  جبار🌺 واقف بوج الريح يتصدى🌸 ،،،،،، معروف طبع النذل غدار...