الخميس، 27 فبراير 2025

همسات حائرة للفنون والادب. حديث الأشواق للمبدع عبد الجليل الآسفي

حديث الأشواق

وأنت تلاحقين هبوب الريح 
تترجلين على صهوة الشوق بعد مخاض عسير
 مع أنات الصمت القاتلة
 تنهشك آهات الأشواق
 وتودي بك نحو مأواها الأخير
أمرك مريب جدا 
وانت تتسائلين عن معنى للخلود
لا تعرفين ولا تدركين 
معالم الطريق الفارقة
كامنة بين مفترقات سبلك الضيقة
تترصدك ذكرياتك الجانية
نحو محطات الإغتيال الحاسمة
وأنت تدقين نواقيس الرحيل 
في ساحات الفَناء 
كآخر نعش
 في فِناء السكون يلفه 
غموض وهدوء مريب
يشبه ملامحك الغريبة
 إلى حد بعيد
كامنة تترصدك أشواقك الحارة
تنهشك نار أمانيك الضاربة
في فلوات الماضي موغلة
في فراغ الخواء وقاحلة
ضارية تلك الوحوش التي تسكن
وحشة ذاتك القابعة
في فيافي مظلمة
لاروح فيها ولا حياة 
لا دوح فيها ولا ماء لا أرض فيها ولا سماء
تتأمل أعاصير أيامك المعثمة
تمر كشريط بالٍ لأغانيك الكلاسيكية 
عاصفة تبعثر صورك القديمة
تنقظ عليها بنهم كي لا تقع
عينك الثملة على بريق صولات
الصدى وهلوسات الجنون 
تحاصر واقعك فلا تنتبه حواسك 
المفعمة بالغياب عن إدراك 
الحقيقة المرة
وإنت تختصرين مسافات العودة
جهة أمانيك الفائتة
تحتفين بالآتي الذي لا يأتي
تُؤَثِّثِينَهُ بشظايا روحك الهائمة
الممزقة إربا إربا ،،
تتأهبين للإنصراف إلى عوالمك المجهولة
في مراسيم ملكية 
منصرمة
تختفين بلا جسد ولا هوية
تاجك مرجان الجمان 
تربثين فوق أشلائك البائدة
بهدوء مريب

عبد الجليل أديب الآسفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق