رحلة لقاء مع الشاعر الكبير أبي تمام الطائي
بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
تحية تحمل الأزهار و الأدبا
أبا القريض ،أثرت الحسن و العجبا
تحية ضمت الأشواق عابقة
لقلبك الفذ يجلو الليل و الحجبا
تحية لزمان النور مزدهيا
بكل حس سما بدءا و منقلبا
تحية لعهود الحب ناضرة
تحيي الأماني أماني الكون و الشهبا
يا أيها القلب ،يا حسا ، ويا وترا
غنى الجمال وغنى المجد محتلبا
ما زلت تسكن أعماقي و منطلقي
لكل رحب حوى الخضراء والسحبا
صدى مآثرك الغراء ملهمة
تثير عذب المنى والبعث والرغبا
رنوت للكون و الأضواء ساطعة
بكل قلب أحب الحسن و الدأبا
نشقت طيب نسيم راق منتشقا
و العمق أصغى لشدو الطير منسكبا
سمت أزاهر صدر للعلا قدما
و ذا شذي يراع عطر الرحبا
سخرت أجمل ما في الوجد مبتغيا
صباح عزتنا سعيا و لا عجبا
مجد الشعور ، وجود الحبر : منزلة
تعلو المنابر و الآفاق و الذهبا
كم من نشيد جميل موقض أملا
جرى كعذب زلال يورث العنبا
و يصقل الجيل تلو الجيل، يا نهرا
عمت نوافحه كونا و مصطحبا
ماذا جرى اليوم من طمس و من ظلم
عمت حماي وكونا مغمضا نهبا ؟!
ماذا جرى اليوم من غصب لموطننا
و أمتي ذاقت الويلات و الرهبا ؟!
نسعى إلى الدرب درب النصر في شغف
رغم الجراح و رغم الكيد منتصبا
أعداؤنا نسفوا الآمال أجمعها
و حرقوا الروض و الأطيار و اللعبا
و طوقوا الوطن المحبو ب في صلف
بألف قيد ، و سوط أحدث العجبا !
يا أمة كتبت صحف الفخار و ما
يخلد الذكر إشراقا يثير ربا
دب الونى و شرود غير مرتقب
عن المعالي ، و صار الفجر محتجبا !
حبيب هذا الوجود الرحب : يا نهرا
جرى بكل جميل ، أيقظ الحقبا
فجر بأعماقنا فجرا نعانقه
و سيل نصر يدك السجن و الرهبا !'
فجر بأعماقنا أفق الخلاص مدى
من الورود تثير القلب و الطربا !
أعد إلى الكون روح الكون في ثقة
وامسح جراح الورى حبا و ما عذبا !
واسكب جمالا بأقلام و أفئدة
تهوى الجمال و نور الكون و الكتبا
و صغ أديم الحمى روضا حوى عجبا
من الرياحين تمحو الجدب و التعبا
ما زلت أبصر في عينيك صبح سنا
و وثبة لعلاء يبهر النجبا
يا أيها القلب ،يا نايا ، ويا وترا
سقى النفوس زلالا آ سرا حدبا
حازت روائعك الغراء شاهقة
حنى لها الدهر رأسا مطرقا أدبا
ضمت جوانبها خضر المروج جنى
و رونقا يمتع الأعماق و الهدبا !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق