بقلم/
جاد جمعه الحميدي
( الرحيل )
الرحيل ألم يؤرق الفكر والقلب كما الاحتضار
هو سهم يقتل بسمه الهوي دون سابق إنذار
ترحلين لأبعد حدود كما نسيم الازهار
يفوح عطره لينثره بعبق فتزهو حوائط الدار
تعانقين شوارع مدائنك بالهروب لخساره الأهل والجار
تنكثين أعلام أحصنتك القديمة وثقافات فكرك تنهار
فلا داعم ببلاد اختارها نجواكي كي تعلو بكي بارتقاء
رحيلك عنف يعمق بداخلي الابحار غرق بشوقي لكي بنقاء
نعم سابحر أعانق أمواج المحيطات اغدو بحلم اللقائات
ليكتب الزمان ويسطر لنا ويحفر علي الجدران من عبق الذكريات
ولتنجلي غيوم السماء وليكن همسي لكي بالرجاء نداء
فعودك بلا انكسار لتعانق أنفاسك عطرها الفواح هولي ثراء
لتتغني الطيور باعذب الألحان ونختلي ببهو الزهور بالخلاء
لنختلس النظرات ويبقي لنا صرح للحب كتشييد للبناء
أكان حلم هذا ما بيننا أهوصراع بين جبال وهضاب
أكاد انهك من البحث عنك فلا ذاد ولا شراب ليا طاب
لتعلم أن درب الرحيل طريق طويل به الاشتياق ينهار
ترتسم به الأمنيات للراحلون كالهوي العليل أو عذب كماء الانهار
أما تدري يا نبض الروح أن الرحيل كجمر ودخان يطير
وما تحتذين به بدربك كحلم بعير اختار الانهيار
أشتاق لعشب بصحراء جرداء رمالها صماء
فجلس ينظر يمين وشمال فما طاب له البقاء
كان علي أمل أن يري جنه خضراء نضره مثمره بالازهار
فما رأي الاجبال وكثبان بلا ماء وضاع حلم الاختيار
هكذا الرحيل نجوي لحلم محال الجري خلف وهم انيق
فإن تحقق طاب مسكنه وإن لم تجده ستعود سقيم بلا عناق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق