بالعلم ترتقي الأمم
إطلالة
بقلم /
عبادي عبدالباقي قناوي
المقدمة :-
العلم :-
بحر واسع لا حدود له ، وهو الشمس الساطعة التي تنير عتمة الدروب وينشر النور في كل مكان ، وللعلم فضل كبير وعميق لا يمكن إنكاره مهما طال الزمان وعلت بنا المراتب ، فهو الأساس في تقدم الأمم وقيام الحضارات و لولاه لظلت الحياة على الأرض بدائية لا ترقى للمعرفة ، فبالعلم يرتقي الإنسان ويصنع الأمجاد .
قال لي شيخي يا ولدي :-
العلم هو :-
المصباح الذي ينير دورب الحياة ويخرج الانسان من حصون الجهل والظلام ، ولقد شرف الله العلم وأهله ، وجعل العلماء ورثة الأنبياء ومنارة يهتدى بهم ، وأكرمهم بالسمو والتمكين ، إذ قال تعالى :-
" قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " .
فللعلم قداسة وتعظيم يحظى بها كل من ظفر به .
أولا :-
مفهوم العلم :-
العلم لغة : -
هو إدراك الشيء على حقيقته إدراكا جازما.
العلم اصطلاحا : -
هو المعرفة ، وهو ضد الجهل .
العلم :-
١- هو كل منظم من المعرفة التي تتضمن الحقائق والمفاهيم والقوانين والنظريات والمبادئ وهذا التعريف يؤكد على الجانب المعرفي للعلم وينظر إلى العلم بكونه مادة .
٢- هو عبارة عن طريقة للبحث والتفكير وهذا التعريف يؤكد على الطريقة العلمية في البحث في تعريف العلم وينظر إلى العلم بكونه طريقة .
العلم الحقيقي :-
يعتبر كتلة منطقية متماسكة تقوم على أساس من الملاحظات ، و الفرضيات والتجارب ، حيث يتم تحليل النتائج وتفسيرها بعناية من قبل الجماعة العلمية المتخصصة .
ثانيا :-
مفهوم العلم في الإسلام :-
مفهوم واسع يشمل كل علم ينتفع به المسلم في نفسه أو ينفع به المسلمين ولو لم يكن من العلوم الدينية المحضة .
أن كل علم مباح يفيد الإنسان في نفسه أو يفيد المسلمين من ورائه، فهو مرغب في تعلمه، مأجور عليه إن شاء الله تعالى وهو مما يرجى أن يرفع الله به درجات عبده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
" اللهم انفعني بما علمتني ، و علمني ما ينفعني ، و زدني علما ".
رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني .
ثالثا :-
أهمية العلم في المجتمع :-
وسيلة التطور والتقدم، وأساس رقي ونمو المجتمعات والناس، وبه تتحرر العقول من جهلها، وتصبح الحياة أكثر رفاهية وسهولة،
فالعلم أنجز الكثير من المخترعات التي سهلت حياة البشرية، وجعلتها أكثر مرونة، كما جعل العلم من العالم قرية صغيرة، بفضل الاختراعات الكثيرة، من وسائط النقل الحديثة، ووسائل الاتصالات، كالهواتف والانترنت .
رابعا :-
أهمية العلم في حياة الإنسان :-
تجعله إنسانا اجتماعيا وإنسانا ناطقا فكلما زاد العلم في عقل الإنسان وازدادت معرفته كان لسانه طليقا في الأمر الذي لديه المعرفة فيها والخبرة في مجال معين حتى يصل إلى المعرفة المطلقة والكاملة، وتزيد من معرفته في أمور الحياة ويصبح إنسانا ناطقا بين الناس .
خامسا :-
أهمية العلم في الإسلام :-
قد جاء في سنة رسول الله بيان فضل العلم وأنه من أعظم القربات واقصر الطرق إلى الجنة يقول عليه السلام :-
"من سَلك طريقًا يلتمِس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنّة، وإنّ الملائكةَ لتَضَع أجنِحَتَها لطالبِ العِلم رِضًا بما يَصنَع، وإنَّ العالم ليَستغفِر له من في السموات ومن في الأرض والحيتانُ في جوفِ الماء، وإن فضلَ العالم على العابِد كَفَضلِ القمر لَيلةَ البدرِ عَلَى سائرِ الكَواكِب، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنّ الأنبياءَ لم يوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا، وإنما ورَّثوا العِلمَ، فمن أخذه أخذَ بحظٍّ وافر "
سنن أبي داود
فاعلموا أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له، وتضع له أجنحتها رضا بالصنيع .
وأَخبر عليه الصلاة والسلام أن العلم النافع هو أحد ثلاث خصال يستمر ثوابها موصولا لصاحبه فلا ينقطع بموته،فقال: -
"إذا مات ابن آدَم انقطَعَ عَملُه إلا من ثلاث: -
صَدقةٍ جارية أو عِلم يُنتَفَع به أو وَلدٍ صالح يدعو له"
أخرجه مسلم .
فالعلم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل وهو القوة والعزة والمنعة، بالعلم تزداد العقول هدى و رشدا، وترتقي النفوس فتمتلئ ثقة و عزما، من أوتيه فقد حزم أمره و كمل له عقله و رصن فهمه و متن قوله وجمع من الخير الكثير .
يقول جل شأنه :-
" يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَابِ "
[البقرة:٢٦٩] .
يقول سبحانه وتعالى :-
"وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا " .
ويقول الله تعالي :-
"فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ".
أحد المقاصد الكبرى للرسالة الإسلامية تحرير العقل من القيود التي تفرضها الخرافة، وذلك بإعمال العقل وسؤال أهل العلم .
الخلاصة :-
ألا فاتقوا الله واطلبوا العلم تفلحوا، واتقوا الله واعلموا أن السعادة الحقيقية هي سعادة العلم النافع ثمرته ، فإنها هي الباقية على تقلب الأحوال، و المصاحبة للعبد في جميع أسفاره وفي دوره الثلاثة .
أعني: -
دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار، وبها يرتقي معارج الفضل ودرجات الكمال .
احرص على استحضار النية و إخلاصها في كل أعمالك ، ومما يعينك على الإخلاص استحضار ما أعد الله من الثواب لطالب العلم .
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق