عانقت بكفي ..
عانقت بكفي جروحي ونطقت
السطور بأوجاعي وطول آمال .
فمن إذا بطرائق ودروب فؤادي
علمك لتكن لروحي أمل ومنال .
من أعطاك سري ومكنك لتطلق
سهم الهوى وطعنات بالأنصال .
تراك تعلم بمآلي فأين تكمن بي
أين مسكنك أم بأركاني جوال .
وكم بنيت القصور الشامخات
فتهدمت لتكون كقصور رمال .
سائر بجنات وعيون أم كانت
هى السراب وأوهام والأطلال .
أبدا لا يعلم العاذل ولا أنت بما
تكنه روحي والقيود والأغلال .
فاضت خواطر مهجتي لتصعد
أفنان ويبين عنها سوء الحال .
كخيوط حرير أنسج حروفي
لتنبت زهورا بسطورا كأنوال .
وكم عنت وجوه للعشق وكم
صَاحَبَهاَٰ كل العذاب والأهوال .
ذاك العشق الذى أحار بتفسيره
من بعد رفعة جاء بإضمحلال .
قد كنا روح وقلب واحد والآن
هو من يفتت ويقطع الأوصال .
ما بقى بي غير غصن يابس
كان أخضر وترك أيامي ثقال .
ما بقى من عشق خالد سوى
جسدي الفاني يعاني الهزال .
بأى صورة تلقاني بأى كلمات
أم يدوم بعاد واللقاء محال .
قد دام عذاب العشق والغرام
وما شكونا فصبر بعزم الرجال .
أين شدوها وأين ترانيم غرام
دامت تنشد لا مجيب لسؤال .
هجرت صرح الهوى كيف لها
وقد كانت ترفل دوما بدلال .
صرح غرام تداعى أذاع سر
الهوى فإذا الجوى زاد إقبال .
فكم خط القلم شعرا وحرف
ونعتها بكلمات قصيد ومقال .
الحب ظلام أم هو نورا فلما
رأيت بذا العشق للقلب إذلال .
دمت أنشد بالحب رقيا ورقة
وجهلت أنه مستحيل الكمال .
فاضت آلام وسالت الأوجاع
هل لنا توبة بعدما الدمع سال .
لما الجحود ونكران تبا لحب
ويتبعه جفاء وسراب محال .
(فارس القلم)
بقلم / رمضان الشافعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق