ريشات
بقلم اسماء احمد محمد
حياتُنا كلوحةٍ بيضاء، نأتي إلى الدنيا وصفحاتنا نقيّة، لا لون فيها ولا شكل، نبدأ بخطانا الأولى نُلوّن أول صفحة في كتاب الحياة.
منّا من يُتقن الرسم، يُبدع بريشةِ فنانٍ ماهر، يُحسن اختيار ألوانه، فيصنع من تفاصيله حكاية تُروى.
لكنّ الرياح لا تهدأ، ونوائب الدهر لا تستأذن، فقد تعصف بتلك الصفحات، تُشوّه ملامحها، وتبعثر جمالها.
حينها قد يضيق الرسّام صدرًا، ويُسدل الستار على لوحاته، ويترك ما تبقّى من عمره بلا لون، بلا حياة.
لكن الصفحات البيضاء إذا تُركت طويلاً بهتت، ومال بياضها إلى الاصفرار، ففقدت بهاءها وبريقها.
فلا تترك صفحاتك فارغة، لا تدع خيباتك تُعطّل ريشة إبداعك.
إن شوهت الحياة صفحة، فاطوِها، لا تُحدّق فيها كثيرًا، بل امضِ إلى التي تليها، فقد تكون إحدى الصفحات القادمة هي مفتاح تميّزك ونورك الخفي.
دع الريشة في يدك، تخطئ أحيانًا وتصيب، لكن استمر، ولا تنسَ أن المشيئة بيد الله، وأنك ما دمت تحاول، فأنت في الطريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق