مع شاعر المهجر الأكبر : إيليا أبو ماضي
بقلم الأستاذ الأديب والشاعر: ابن سعيد محمد
توطئة : قال إيليا أبو ماضي :
لست مني إن حسبت الشعر ألفاظا ووزنا
خالفت دربك دربي / وانقضى ما كان منا
واتخذ غيري صديقا / وسوى دنياي مغنى !!!
النص الشعري :
أيها الفذ : يا رنيم عصور
و ربوع أكرم بها من ربوع !
أنت حلقت بالقريض بعيدا
نحو شهب منيرة و سطوع
جلت في الحسن والروائع ميسا
ذا فخار و همة و ذيوع
ربشة انبرت تنير وجودا
من حنايا ترنمت بالربيع
ريشة خاضت الوجود لتحيا
و تنير المدى و كل رفيع
ريشة داعبت شروق صباح
وجمال المسا بحس وديع
ريشة تنفح الطيوب و وثبا
لعلاء و رفعة لا خنوع
ريشة زينت بكل جميل
و موشى رحاب كون لميع
أنت حبر سرى كفوح نسيم
وورود تفتقت بالربيع
قلم ألهم النفوس صفاء
و جمالا لا ظلمة الترويع
قلم ثقف النفوس و كونا
و أزال الدجى و قيد الخضوع
أيها الملهم الجميل المحيا
أنت بعث لمشرق موجوع !
أنت أبليت في الوجود بلاء
ذا علاء و فرحة لا خضوع
و تمرست بالمهاجر باعا
و اجتليت الضيا و غض الفروع
سفر يمنح الفؤاد قطوفا
و أناشيد عزة و ولوع
كم مكوث أدمى الحشا و شعورا
صبغ الأفق بالظلام المريع !
والرحيل الجميل يورث بعثا
و اخضرار ا يحيي موات الربوع
غير أن الحمى بعمقك باق
بجمال أثار سيل الدموع
أيها الفذ ، يا فؤادا طروبا
و يراعا أتى بكل بديع
خضت موج الحياة يعصف عصفا
بشعور يردي اضطراب الجزوع
خضت موج الحياة والعزم طود
بفؤاد مستبسل مولوع
حرفك السامق الوفي فتوح
و رحيل لرائعات الربيع
حرفك السامق الجميل طيوب
تلهم الكون كل حسن منيع
زينة الكون والنفوس ورحب
ضم وردا يحيي شعور الصريع
منبع الفن و المنى و اجتلاء
لمعان من قلب كون وديع
غصت في ما مضى تريد جمالا
و علاء لأمة و ربوع
غص بعذب الشعور غوصا جميلا
في زهور شذية و شموع
غص بنبض الفؤاد في الفجر حبا
و صفير مستعذب مطبوع
غص بعمق الحمى و قومي نيام
عن حظوظ وكل مجد رفيع
غص بقلب سما و حرف تهادى
يبتني المجد بالشذى و النجيع
لا يلين الوجود إلا لفكر
عانق النور في إباء ضليع
هام بالورد والمزايا انثيالا
لا ظلام و سبسب بصدوع
يا جراحا تكاثرت و تشظت
و تنزت بدفقها المسموع
حان للشمس أن تنير وجودي
و تميت الدجى و كل وضيع
حان للشمس أن تدبج كونا
بضياء يغشى المدى و ضلوعي
حان للشمس أن تسطر مجدا
و علاء ذا روعة و ذيوع !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق